
المجموعات القبلية فى بلادنا هي العقبة الكأداء التى تحول دون التغيير حيث تتمسك وتتشبث بكل نظام تولى السلطة من عهد الأستعمار إلى الآن ففى زمن الأستعمار كان المستعمر يتعامل مع مشيخة القبائل لكونها هي التى تمتلك زمام الأمور فى البلد وكان يعتمد على مشيخة القبائل فى جباية الضرائب أعني الغرامات والمكوس التى كان يجمعها كما أعتمد على مشيخة القبائل فى محاربة المقاومة الوطنية ومن المواطنين من المشاركة فيها كذلك إعتمد عليهم فى حل النزاعات البينية داخل المجموعة القبلية الواحدة أما النزاعات التى تنشب بين قبيلتين أو اكثر فكان المستعمر هو الذي يتولى حلها بنفسه
أما بعد رحيل المستعمر فقد ورثت الأنظمة ذلك التعامل ووظفته لبقائها فى السلطة وهكذا ظل البلد ممنوع من التغيير حتى فى عهد التعددية حيث تدعوا مشيخة القبائل ووجهائها كل المنتسبين للمجموعات للتسجيل على لوائحها وعندما يحين وقت التصويت الويل لكل فرد تخلف عن التصويت كانت معنا بنات مثلا تعمل فى وظائف فلم نجد واحدة منها اليوم فسألت عن هن فقيل لي أن هن ذهبن إلى مجموعاتهم القبلية من الأنتخابات
لهذا السبب بلدنا من المستحيل عليه أن يحدث فيه تغيير إلا عن طريق أنقلاب وعندما يحدث أنقلاب سرعان ما يعتمد أصحابه على الوجهاء وميشخة القبائل مقابل تعيين بعض أطر القبائل فى الحكومة وحفر بعض الآبار وإنشاء مدارس خاص بكل مجموعة إضافة إلى امتيازات أخرى تقدمها الحكومات لمشيخة القبائل ووجهائها أول ما يقوم به كل رئيس قادم للسلطة هو عرض نفسه على المجموعات القبلية أولا فى ما يعرف بالحملة الأنتخابية للرئيس التى يجول فيها داخل البلاد بنفسه صحبة خبير فى مراكز القبائل وأماكن تواجدها واسماء مشيختها ووجهائها قد يكون موظفا حكوميا سابقا أو حاليا ومن الأفضل أن يكون سبق له أن تولى حقيبة وزارة الداخلية وهنا تتعاقب الأنظمة على هذا الشكل فى حين يظل البلد ممنوعة من التغيير البناء ومن التقدم وينخر فيه الفساد ولا يستطيع تحقيق تنمية شاملة تذكر .
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم / صدق الله العظيم
