
قبل ثلاثة أيام من يوم الأقتراع استقطاب محموم للناخبين من طرف الأحزاب المتنافسة بينما غالبية الناخبين تبحث عن قوتها اليومي مما يطرح الأسئلة على المتتبع من قبيل هل يستطيع الجائع ممارسة عملية الأنتخاب ؟ وهل يعنيه شيء أصلا من مخرجات العملية ؟ وكيف تكون النتيجة إذا لم تشهد صناديق الأقتراع يوم السبت القادم إقبالا كبيرا من طرف الناخبين ؟
لاشك أن من يسجل إسمه فى قائمة الإحصاء الإداري ذو الطابع الأنتخابي يريد أن يمارس حقه فى عملية الأنتخاب أو يريد الحصول على شيء من المنافع من خلال تسجيل إسمه على اللائحة أو يريد إثبات أنه شخص موجود من بين مواطني هذا البلد كما أنه هناك الكثيرين لم يسجلوا اسمائهم على اللائحة للعديد من الأسباب منها الأنشغال الذاتي فى تحصيل لقمة العيش ومنها عدم المبالاة بالعملية الأنتخابية ومنها أنه سبق له أن سجل إسمه على اللوائح الأنتخابية فى السابق ولم يحصل على نتيجة ومنها عدم علمه أصلا بأن هناك تسجيلا على لائحة أنتخابية كما أن هناك أيضا من يؤمن بجدوائية العملية الأنتخابية ويحسبها مهزلة من مهازل النخبة السياسية المترفة فى البلد
وهنا نقف عند بعض الملاحظات التى سجلناها كمراقبين من تصريحات المترشحين للأنتخابات فى الحملة الأنتخابية التى توشك على النهاية بعد يومين تقريبا لقد أجمع المترشحون فى خطاباتهم خلال الحملة سزاء كانوا من المعارضة أو من الأغلبية أن البلد كانت تسوسه زمرة فاسدة جوعت المواطنين وافلست المؤسسات ونهبت الثروات ولم تقم بأبسط واجباتها فى حق هذا البلد وحق مواطنيه فالبلد يعاني من أزمات تتعلق بالبنية التحتية من ماء وكهرباء وطرق وتعليم وصحة وتنمية مستدامة فلا وجود للمصانع ولا وجود للأسواق المالية ولا وجود للمؤسسات التنموية التى تستقطب اليد العاملة وترفع القيمة المضافة للإنتاج المحلي الخام كالحديد الذي مازال خامه يصدر للخارج ويباع بثمن بخس بينما تستورد البلاد صناعته التى تحتاج إليها بالعملات الصعبة المضاعفة والسمك الذي يصدر للخارج بأثمان رخيصة مع أن صناعته تدر الأرباح الطائلة وكذلك الحال مع الذهب والنحاس والبترول والغاز وسائر الثروات الوطنية ثم إن البلد لا يوجد به تعليم يخرج الكفائات العالية وإنما هناك مدارس ومعلمين وجامعة واحدة لا تخرج أي كفائة وإنما تخرج طلابا من محدودي المستويات يريدون العمل ولا يجدونه ويصبحون فريسة البطالة والفقر فالمناهج الموجودة ضعيفة وقديمة ولا تتماشى مع العصر والتطور التكنولوجي والعلمي واسواق العمل الوطنية مكتظة باليد العاملة الغير منتجة لكونها تعمل بلغة أجنبية فاشلة والتلميذ لا يسطيع أن يبدع فيها لأنه ليست لغته الأم فلغته الأم خارجة عن سوق العمل الموروث من عهد الأستعمار ولم يتغبر مع مرور الزمن وتطور المناهج فبقي البلد متخلفا يكرر ويجتر ما كان عليه سنين ودهور والعصابة الحاكم التى خربته وافلسته ونهبته تواصل نهجها الفاسد المتخلف وتحسب أن ممتلكات البلد وثرواته المعدنية والعقارية مجرد ملك للانظمة الحاكمة تتصرف فيها تصرف المالك فى ملكه الخاص تعطيها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء وهكذا اصبح البلد من افقر بلدان العالم وأشدها تخلفا رغم كل هذه الثروات واصبح مواطنوه يعانون من المجاعة معدى الزمرة الحاكمة التى اصبحت عبارة عن رجال اعمال وزمرة حولها من القطط السمان وناهبي المال العام
إذن كيف تكون الأنتخابات لها مردودية فى ظل هذا الوضع الذي هذه صورته فالكل يطالب بالتغيير ومع ذلك لا شيء تغير