
مرت أيام على الحملة الأنتخابية فى بلادنا البرلمانية والبلدية والجهوية حيث لوحظ أنها حملة باردة لم يتفاعل معها المواطنون الذين جربوا السياسيين على مدى عقود من الزمن وعرفوا أن لابرامج لديهم سوى الحصول على الوظائف الأنتخابية ولا شيء بعد ذلك وهذا السلوك محبط واصحابه لا يصلحون للعمل فالوعود الكاذبة تضر بأصحابها قبل أن تضر بالبلد وبمستقبله والمثل يقول بالإمكان أن تخدع الناس بعض الزمن لكنك لا تستطيع خداعهم كل الزمن
قد يكون هناك إقبال على صناديق الأقتراع فى المناطق الريفية التى تسيطر عليها المجموعات القبلية ويقل فيها الوعي السياسي الأجتماعي وسيكون ذلك بالطبع لصالح الحزب الحاكم لأرتباط مشيخة القبائل ووجهائها بجميع الأنظمة التى تعاقبت على حكم البلاد من عهد الأستعمار إلى الآن لكن مقاطعة ثلث أو نصف الناخبين للعملية الأنتخابية سوف يكشف أن غالبية الشعب لا ترضى عن هذه السياسات التى يمارسها النظام وعليها إذا أراد أن تكون له بعض المصداقية أن يغيرها من ألفها إلى يائها وهذا إذا حصل سوف يخرج كل أعضاء الحكومة الحالية أو معظمها من التشكلة القادمة بعد الأنتخابات والدليل على ذلك هو هذه التنقلات والمغاضبات من رحم الحزب الحاكم وتوجهها إلى الأحزاب الأخرى ثم إن الزج بأعضاء الحكومة فى الحملة لم يزدها إلا فشلا نظرا لحساسية الكثير من المواطنين من أعضاء الحكومة الذين يتغافلون عن حل مشاكلهم ويغلقون مكاتبهم فى وجوههم ولا يستجيبون لطلباتهم
ومع أن بعض الأحزاب الصغيرة حظوظهم فى الفوز ضئيلة إلا أنهم استفادوا ماليا من الترشح وربما كان ذلك هو هدفهم من الترشح والنظام يمنح مال الشعب للسياسيين والأحزاب بسخاء بهدف تشتيت اصوات الناخبين فى المدن الكبيرة حتى لا تحصل على الكثير من الأصوات فهو يعول على اصوات القبائل فى الريف .