
هناك بوادر توحي بأن صراعا محموما على السلطة سيطبع المشهد السياسي فى البلد الأعوام القادمة فلمن ستكون الغلبة ياترى ؟ هذان الرئيسان العسكريان الصديقان شريكان فيما حل بالبلاد من تدهور سياسي وأقتصادي وأجتماعي وثقافي وفقد أدارى شئون البلاد تارة بالأنقلابات وتارة بالتشاركات أو المشاركات فى الحكم وكانت المصالح الخاصة بينهما هي التى تجمعهما على مائدة الصداقة ولما كانت قمة الحكم مدببة لا تحتمل جلوس شخصين عليها حدث الأنقسام وظهرت الفرقة التى نجمت عن هذا الصراع على السلطة والذي سيكون الخاسر الأول فيه هو البلد ولا سيما بلد شعبه ميت وليس حيا فهو شعب خامل تراه مع كل من هب ودب وضد نفسه ومستقبله لأنه لا يعرف نفسه ولا مستقبله فمعرفة النفس والمستقبل تتطلب درجات عالية من التعلم والفهم والعقول الخلاقة بينما الشعب أغلبه من الأميين واشباههم من عديمي الذكاء وهو ما جعل البلاد تتدحرج وتتقوقع وتنعدم فيها التنمية ويتحكم فيها فيروس الفساد والمحسوبية والقبلية والفيئوية والشرائحية والزبونية إلى غير ذلك
فهذه السطور التى نكتبها حاليا قل من الشعب من يستطيع قرائتها ومن يقرؤها لا يفهمها على حقيقتها ومن فهمها لا يعمل بمضمونها فهو لديه هموم تشغله وتستحوذ على روتينه اليومي الشخصي وكيفية الحصول على قوته وعلى أشيائه ولا يهمه من حكم البلاد ولا من سقط من حكمها المهم عنده هو نفسه ولا يظن أن حكم البلاد هو الذي يتحكم فى حياته وفى عيشه وفى تعليم أبنائه وفى صحة نفسه وأولاده من عدمها فالحاكم الصالح المستقيم العادل الفاهم المقدر لظروف الناس وما يصلح دنياهم وآخرتهم فائدته كبيرة على البلد وعلى الشعب بينما الحاكم الفاشل العاجز الذي يعتمد فى الحكم على البطانة الفاسدة ويعد ولا تنفذ وعوده ويأمر ولا تنفذ أوامره ولا يستطيع ضبط نظامه ولا يعرف من يخونه ممن ينصحه ولا من يخون البلد ومن يريد إصلاحه فمثل هذا لاشك أنه كارثة على البلد وعلى الشعب وارجوا أن لا يتولى شيئا من أمور الناس فيسبب لهم الهلاك فى الدنيا ولآخرة .
فإذا ارتكب الجائع والفقير جريمة فالحاكم مسئول عنها لأنه تركه يجوع أو يفتقر وحرمه من حقه فى بيت مال المسلمين وقال أحد الخلفاء الرشدين عجبت لمن بات جائعا كيف لا يأخذ سلاحه ويقاتل السلطان ؟ أو كما قال فجميع البلد لديها إمكانيات ولو محدودة وإذا لم توزع بين المواطنين بالعدل يحدث الخلل فى المجتمع فيكثر الفقر فى بعضه ويظهر الغنى الفاحش لدى البعض لأنه أخذ اكثر من نصيبه من الثروة وهكذا تزداد الفجوة مع مرور الزمن وأنعدام العدل فى التوزيع مما يؤدي إلى النزاعات وربما الحروب الأهلية . ونحن لدينا طبقة شعبت من الثروة وتمولت على حساب بقية الشعب وكان من المفروض أن نحصل على رئيس يفهم ذلك ويعمل من أجل إصلاح الخلل الطبقي الجائر بحق الغالبية العظمى من الشعب ومازلنا نبحث عن ذلك الرئيس العادل قبل ظهور المهدي عليه السلام والسلام .