
منذ إثنين والستين سنة وكل وزير تولى حقيبة وزارية من حقائب الحكومات الموريتانية المتعاقبة يقوم بتفقد المصالح التابعة لقطاعه فىالعاصمة ثم يقوم بجولات داخلية عنوانها الظاهر تفقد المصالح التابعة للقطاع وباطنها جولة سياحية للأستجمام والراحة من روتين الصعود إلى المكتب صباحا والعودة منه بعد الظهر هذا استمر أكثير من ستين سنة هذه الجولات السياحية تجنى منها عملات إضافية وهدايا وتحف للمسئول الكبير من طرف بعض المتنفذين فى تلك المناطق النائية قد تكون جمالا أو بقرا أو خيولا وقد تكون اشياء أخرى
وما نود ذكره هنا هو تكرار هذا الروتين عند تولي كل وزير مهام فى حكومة من الحكومات المتعاقبة ومردودية ذلك على المواطنين وعلى الدولة وقد يتكرر ذلك فى كل قطاع عدة مرات فى السنة الواحدة لأن كل قطاع فى الدولة قد يتعاقب عليه عدة وزراء فى السنة الواحدة وكلما جاء وزير يقوم بجولة جديدة لأننا ليس لدينا مؤسسات تعمل لخدمة الوطن وإنما لدينا عصابة تحكم وكل واحد منها لديه أغراض خاصة به
وهنا نتكلم عن الهدف العلمي من جولة مسئول كبير لتفقد مصالح تابعة لقطاعه أنها تتعلق بتصحيح الأخطاء وتصليح المفاسد وجرد المستلزمات واقتراح الحلول وإكمال ماهو ناقص وتقييم المشاريع فنيا
وهذا يحتاج إلى خبراء فنيين يرافقون المسئول ويدونون ذلك فى تقرير شامل لكل قطاع من قطاعات الدولة يعمل عليه الوزير وطاقمه طيلة وجوده على الوزارة وإذا جاء وزير بعده يكون لديه معلومات كافية عن القطاع وليس بحاجة إلى جولات تفقد جديدة ولديه خطة متكاملة لعمل القطاع وعليه أن يعمل على تحقيقها وتنفيذها وما نلاحظه اليوم فى جولات السادة الوزراء هو كما ذكرنا مجرد جولات سياحية من أجل جني المال والأستجمام لا غير ويتكرر هذا الحال فى العام الواحد مرة بعد مرة ولا شيء يتحقق للقطاعت ولا للشعب ولا للبلد
ثم يأتي وزير آخر ويقوم بنفس الشيء وهلم جرى وأعطي مثالا فى هذه الحكومة التى يقودها ولد الغزواني تغيرت فيها الحقائب عدة مرات فى بعض القطاعات كالصحة والثقافة والزراعة بينما ما القطاعات الأخرى تغريت فيها الحقائب إما مرة واحدة وإما مرتين بأستثناء الدفاع
وكل حقيبة لوزير جديد يوم بجولات تفقدية كأنه فى قطاع أعمه ليس فيه معلومات ولابيانات وهو لا يعلم شيئا عن القطاع وعمله لا يعرف كيف يتصرف فيه بل أن الكثير منهم عندما يذهب نحو الداخل لتفقد القطاع التابع له ربما يقوم بتفقد قطاعات أخرى ليست تابعة لقطاعه لكونه يقوم بجولة سياحية فقط كما أسلفنا
وكانت حركة الحقائب فى الأنظمة السابقة تسير بنفس الوتيرة وربما اسرع فى بعض الأحيان وهنا ظل البلد متخلفا وعاجزا وفاسدا لأنه بحاجة إلى من يسيره بحكمة الحكيم وعقل العالم المتبصر ونزاهة النزيه الخائف من عقاب الله ونظام العدل الذي استقامت به السماوات والأرض ،
وهذا لعمري هو ما ينقص بلادنا عن التقدم
سيد مولاي الزين