
لقد ثبت مع مرور الوقت أن النظام الديموقراطي الغربي ليس هو أفضل نظام يقود البشرية لما يعتريه من الثقرات المضرة بالحياة البشرية حيث يكرس الثروة فى يد قلة من المنتفعين ويحرم غالبية الشعوب على الأرض فالنظام الديموقراطي الغربي لا مستقبل له فلم يستطع حل المشاكل السياسية والأقتصادية والثقافية والأجتماعية والعسكرية فى العالم واصبح عبارة عن حلبة صراع بين زمر تتقاتل باللسان والسنان على السلطة أنظروا إلى أعرق ديموقراطيات الغرب ماذا حل بها ففى الولايات المتحدة لم يعد يذهب إلى صناديق الأقتراع إلا ثلة من المنتفعين وكادت هذه الثلة أن تتقاتل فى حرب أهلية بعد ظهور نتائج الأنتخابات الرئاسية الأخيرة ومازال الصراع محتدما بين الحزبين السياسيين فى الولايات المتحدة وفى أنجلترى عزف الناخبون عن التوجه إلى صناديق الأقتراع فى الأنتخابات التشريعية الأخيرة والصراع محتدم الآن بين ثلة من السياسيين على مراكز النفوذ بينما الشعب البريطاني غارق فى مشاكله اليومية يبحث عن الوقود وعن الطعام وعن وسائل لتشغيل ماكناته الأقتصادية التى أصابها الركود وفى فرنسا اصبح الإقبال على صناديق الأقتراع من شبه المتسحيل فى ظل التدهور السياسي والأقتصادي والأجتماعي والثقافي والآن فرنسا فى الشوط الثاني من الأنتخابات التشريعية ولم يتوجه إلى صناديق الأقتراع إلا حفنة من السياسيين المتقاتلين على السلطة وفى السينغال الذي كان يعتبر أهم ديموراطية فى غرب إفريقيا هاهو الشعب السينغالي يأس من تحقيق شيء من طموحاته السياسية والأقتصادية والأجتماعية وراح يقود المظاهرات عبر الشوارع لعله يتخلص من هذا الكابوس المعيق للعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وفى تونس التى كانت تعتبر أهم ديموقراطية فى العالم العربي يكاد الصراع يعصف بها ويحيلها لا قدر الله إلى حرب أهلية كما حدث فى سوريا وليبيا واليمن وفى السودان تحولت الأوضاع على صراع وقتال ومازال الوضع فى السودان غير محسوم النتيجة فى ظل الخصومات السياسية مع تردي الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية والثقافية
أما فى شرق أروبا فقد بينت الحرب الروسية الأكرانية أن النظام الديموقراطي الغربي لا يجول دون الحروب العالمية لما فيه من ظلم وهضم لحقوق الناس بأسم الديموقراطية إذن مستقبل النظام الديموقراطي الغربي غير مضمون على الأطلاق كما هو حال النظام الديكتاتوري فهما يتشاركان فى كثير من السلبيات على الحياة البشرية وعليه فإن النظام الأحسن للعالم والأفضل للعدل والمساواة هو نظام الشورى فى الإسلام لا فضل فيه لأحد على أحد إلا بتقوي الله وقادته يختارون من بين أهل العلم والفضل وليس بين غوغاء الدهماء الجهلة الفاسدين كما يحدث فى النظام الديموغراطي الغربي والمال فى نظام الشورى الإسلام ليس دولة بين الأغنياء كما يحدث فى النظام الغربي وإنما شركة بين جميع افراد الأمة كل فرد له نصيبه منه بعدل ومساواة فقد كان نصيب أمير المؤمنين فى نظام الشورى فى الإسلام يساوي نصيب كل فرد من افراد المسلمين
روي لنا فى الأحاديث الصحيحة أن أمير المؤمنين عمر بن الخطالب خطب يوما فى المسجد النبوي فقال أيها الناس إسمعوا وأطيعوا فقال سلمان رضي الله عنه لانسمع ولا نطيع فقال عمر ولم يا أبا فلان سماه بكنيته تعظيما له وكان العرب يفعلون ذلك فقال سلمان إنك بالأمس قسمت علينا الحلل التى وردت عليك من العراق لكل رجل قميصا أو عباية لكونها لا تستطيع أن تعم الجميع حلة حلة كاملة وأنت الآن ترتدي حلة كاملة منها فقال عمر يا عبد الله فلم يجبه أحد فقال يا عبد الله بن عمر قال لبيك يا أمير المؤمنين والذي منعه من الإجابة فى النداء الأول هو أن المسجد فى ذلك الوقت فيه الكثير ممن إسمه عبد الله فخشي إبن عمر ان لا يكون النداء يعنيه فلما نص عليه فى النداء أجابه فقال عمر أليس هذه عبايتك التى حصلت عليها فأهديتها لي لكي أضعها فى قميصي فقلت أنت أمير المؤمنين وينبغي أن تكون عليك حلة كاملة أمام الناس قال عبد بن عمر نعم يا امير المؤمنين فقال سلمان رضي الله عنه الآن سمعنا وأطعنا يا أمير المؤمنين
الخلاصة هي أن النظام الديموغراطي الغربي جائر بحق الشعوب والنسخ التى استنسختها الدول المتخلفة منه أشد ظلما وجورا بحق الشعوب .واكثر فسادا