
إن المغالطات والتسويف فى العمل ومحاولة خداع الرأي العام بالتصريحات المغلوطة لايخدم مصلحة البلد ولا يحل عقدة واحدة من ملايين العقد المستعصية التى مازالت تراوح مكانها دون حل إن الشعب الموريتاني طبعا تنتشر فيه الأمية ويكثر فيه الغباء لكن مازال يوجد بين أفراده من لا يخدعون بهكذا كلام
إن الذي أعلن عن الحوار المرتقب هو الرئيس ولم يعلق إعلانه على معارضة ولا موالات وإنما قال أن البلاد سوف تشهد حوارا سياسيا وأجتماعيا فى القريب العاجل كان ذلك فى صيف العام الماضي وأكد تلك المقولة فى خطاباته القليلة التى القها فى مناسبات ولم يربط الحوار بأي أحد لا حزب سياسي ولا هيئات مجتمع مدني وكان واجبه يملي عليه الوفاء بما تعهد به للشعب وأن يحدد وقتا للحوار ويدعوا الأطراف المعنية للمشاركة فيه حفاظا على المصداقية على الأقل لأن رأس الدولة إذا كان يتعهد بشيء ولا يفي به فلا غروة أن الجميع سوف لن يفي بشيء من أعماله ولا من اقواله وهذا ملاحظ ومشاهد فى جميع قطاعات الدولة ثم إن الحوار ليس بين السياسيين وحدهم كما صوره الناطق الرسمي بأسم الحكومة وإنما يجمع هيئات المجتمع المدني والشخصيات الوازنة فى البلد التى لها رأي فى عملية الإصلاح إذا كتب لها أن تطرح على الطاولة السيد الوزير الناطق بأسم الحكومة إن الذي يعرقل الحوار ليس الأحزاب السياسية وإنما أنتم الزمرة الحاكمة منذ عهد الأستعمار تتبادلون المناصب وتتقاسمون المنافع ولا يراد واحد منكم أن يدخل في صفقة لا يجني منها المال والجاه وهذا ما أدى إلى تخلف هذا البلد عن الركب الحضاري وجعل شعبه فى حالة يرثى لها من الفقر والهشاشة والغبن والإقصاء ومنعه من نصيبه من ثروة بلاده التى تتقاسمونها بينكم كأنكم ورثتموها عن آبائكم وأجدادكم