لماذا السودان يتجه نحو حكم الدولة الفاشلة هل تمت عدواه من بعض الجيران

ثلاثاء, 01/04/2022 - 14:44

هناك ملاحظات على قادة السودان الجدد كان عليهم بعد ذهاب حكم البشير أن يركزوا على أوضاعهم الداخلية ويتشاوروا مع جميع المكونات السياسية والعرقية أن يعملوا على إخراج دستور يتفقون فى مسودته  ويتحاكمون عليه فى الأنتخابات ثم يقومون بإجرائها حتى تفرز لهم قيادة مدنية تحكم البلد وتكون منتخبة بطريقة شفافة وعادلة بحيث لا تكون حكومة من أجل الحكومات وإنما حكومة من أجل حل مشاكل الشعب الأقتصادية والأجتماعية وتنحية العقبات والعوائق  التى كانت تحول دون بلوغه طموحاته التى بموجبها ثار على نظام الرئيس السابق عمر البشير لكن القادة الجدد للسودان خاصة البرهان وحمدوك كانت تنقصهم الخبرة فى ممارسة الحكم فالبرهان كان ضابطا يعمل فى الجيش وبعيدا عن شئون السياسة وممارسة الحكم فى الدولة وحمدوك كان موظفا يعمل فى الخارج وليس لديه تجربة فى الموضوع ولا حتى معرفة كافية بما كانت عليه الأوضاع الداخلية فى البلد ولم يشارك حسب علمي مباشرة فى الثورة أو عملية الإطاحة بالنظام السابق الذي كان يعارضه فى الخارج أو على الأقل كان سبق له أن رفض تولي منصب مالي فى حكومة البشير وهو ما يعتبره البعض معارضة وإنما دعته المكونات التى أتفقت مع الجيش على تشكيل حكومة واقترحت أن يقودها حمدوك فقدم من الخارج من أجل ذلك وبعد فترة من الحكم المشترك بين المكون العسكري والمدني تبين للشعب السوداني أن ما كان يحلم به مجرد أوهام بدأ التململ زالأنقسام وراح البعض يلقي باللائمة على البعض فالمكون المدني الذي كان وراء تنصيب حمدوك على رأس الحكومة حمل مسئولية الفشل للمكون العسكري وهو ما أغضب هذا الأخير ورد عليه بالمثل ثم دبر مكيدة يتخلص بموجبها من المكون المدني خاصة أولئك الذين حملوه المسئولية وليس من بينهم رئيس الحكومة حمدوك فأعلن إحباط أنقلاب مفبرك فزاد الأحتقان بين المكونين جراء ذلك وأتهموا المكون العسكري بتدبير تلك المؤامرة عندها كشر البرهان عن أنيابه وأطاح بحكومة حمدوك وسجن بعض وزرائها وأخذ حمدوك إلى قصره ليكون رهينة عنده حتى تتم تهدئة الأمور ولكن ذلك الإجراء زاد الطين بله وخرجت المظاهرات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وعودة الحكومة إلى حالها واستمر الأحتجاج حوالي أسبعين أو اكثر وناشد العالم البرهان بعودة الأمور إلى مجاريها وبعد تكاثف الضغوط الدولية على الجيش السوداني وقائه عبد الفتاح البرهان حاول هذا الأخير أن يحصل على ما يريد من خلال الأتفاق مع رئيس الحكومة المعزول حمدوك وظن هذا الأخير أنه بإمكانه إعادة الأمور إلى مجاريها من خلال  الأتفاق مع المكون العسكري بشروط بسيطة منها تشكيل حكومة تكنوقراطية لا تضم أطراف التشكلة السابقة وهو شرط للبرهان كذلك إطلاق سراح المعتقلين وهو شرط لحمدوك وهكذ عاد حمدوك إلى مكتبه الوزاري ولكن بعد فوات الأوان فقد إعتبرت الأحزاب والتشكيلات المكونة الأساس للشارع السوداني والتى اصبحت فى خصومة مع العسكريين بقيادة البرهان أن أتفاق حمدوك مع البرهان يعتبر خيانة من طرف حمدوك للمكون المدني الذي جاء أصلا به لرئاسة الحكومة ولم يكن لدي حمدوك حزب ولا مكون خاص به يدعمه فى السودان لكونه كان خارج اللعبة السياسية فى البلد وبالتالي فقد تسبب أتفاقه مع المكون العسكري بمثابة وضع نهاية لمشواره السياسي أو على الأقل خروجه فى هذه المرحلة من دائرة صنع القرار فى البلد حيث فقد رصيده السابق لدي من كانوا يدعمونه من الأحزاب والتشكيلات السودانية التى أطاحت بنظام البشير وساندها الجيش فى ذلك من أجل ضرب عصفرين بحجر واحد التخلص من سيطرة البشير وقبضته الحديدية والتفرد بزمام الأمر فى البلد

أما ما يتعلق بالأخطاء فكان منها الأعتماد على الخارج حيث ظن القادة الجدد فى السودان أن أعتمادهم على الخارج سوف يمنحهم المساعدات والتمويلات ورفع العقوبات والأستثمارات إلى غير ذلك وهو ما لم يحصل ولن يحصل لبلد عربي يعتمد على الخارج فحاولوا التقرب من وآمريكا عن طريق العلاقات مع العدوا الصهيوني ثم لما لم يجدي ذلك نفعا قاموا بتسوية أتفاق معها يقدمون لها مئات الملايين من الدولار كتعويض مزعوم بأن طائرة سقطت ومات فيها آمريكان وأتهم الآمريكان بها نظام عمر البشير وقد تكون سقطت بسبب خلل فني كما يحدث يوميا للطائرات عبر العالم وبعد تقديم كل ذلك والتقرب من حكام البيت الأبيض لم تحصل السودان على شيء يذكر

الآن يبدو أن البرهان يبحث عن من يقبل بتشكيل حكومة تخلف حمدوك والمؤشرات لا تبشر بأنفراج للوضع والمظاهرات التى تحصد بعض الأفراد مستمرة حتى كتابة هذه المعالجة .

على مدار الساعة

فيديو