لقد اجتمعت على بلادنا مصائب فى هذه الظرفية لم تجتمع عليها قط طيلة تاريخها

سبت, 12/25/2021 - 00:27

يروى أن الخليفة الأموي الوليد بن عبد المليك وفد عليه شيخ مدمر الوجه كأنه طمس من أصل وذراعه مكسور ورجله عرجى فسأله الوليد مادهاك يا شيخ قال لي قصة طويلة إذا رأى أمير المؤمنين أن أحكيها عليه قال الوليد قل فقال الشيخ كنت رجلا غنيا لدي ثروة حيوانية كبيرة وخدم وزوجة وأولاد فنزلت واديا فجائت رياح شديدة ومطر هائل وسيول جارفة فغطت جابي الوادي وذهب السيل بأهلي ومالي ولم يبق لي سوى طفل رضيع كنت أحتضنه بين ذراعي وبعير واحد نجى من السيل فتركت الولد تحت شجرة وذهبت ابحث عن البعير فلما رأيته سمعت صوت خلفي فعدت سريع إلى الصبي فوجت الذئب يأكل من جثته فرميته بحجر فهرب ودفنت ما تبقى من جثة الصبي ثم عدت إلى البعير فلما أردت أخذه رفصني برجله على الوجه والذراع فحصل لي ما ترى فقال الوليد إذهبوا به إلى عروة بن الزبير حتى يعلم أن هناك من هو أعظم منه مصيبة وكان عروة بن الزبير التابعي الجليل وأحد فقهاء التابعين قد فقد أهله ماتت زوجته وأولاده أحد أولاده كان على سطح قصر الخلافة فسقط من فوقه على إصطبل خيل الخلافة فرمحته فرس فمات ثم إن عروة أصيب بعد ذلك بداء فى رجله فألمته كثيرا وعجز الأطباء عن دوائه وأمروه بقطعها ونحن اليوم قد جمع الله علينا فى  هذا البلد مصائب لم تجتمع علينا فى زمن واحد طيلة تاريخ بلدنا نحمده ونشكره على كل حال  وهي الجفاف والفقر والتغير المناخي وفيروس كورونا مع زمرة الفساد والاستبداد المسئولة عن خراب البلد ولاتتبدل ولا تتغير كذلك

الاهمال والتهميش والغبن الفاحش وسوء التصرف وسوء الإدارة والظلم وعدم العدل بين الناس وتجار التزوير والغش والمضارات واستيراد المواد الفاسدة وارتفاع الأسعار وشح السيولة النقدية وانخفاض سعر العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية  والتضخم الناجم عن تبذير الحكومة للمال العام وكثرة نفقاتها على نفسها وعلى بنايات وعمارات وفلات خاصة غير ضرورية وحفلات ومهرجانات ومشاريع فاشلة وصرف عشرات المليارات بلا مردودية .

 

على مدار الساعة

فيديو