
منذ واحد وستين سنة ونحن نرى الكثير من التدشينات عند كل أستقلال وعندما ننظر إلى حالة البلاد المزرية فى شتى المجالات ونتسائل أين ذهبت تلك الآلاف من التدشينات ؟ ولماذا لا يتقدم بلدنا من خلالها وكم المبالغ التى تم صرفها عليها وهل المشاريع التى دشنت تم تنفيذها طبقا للأهداف المرادة منها ؟ الجواب هذه التساؤلا محير للغاية هذه التدشينات تشبه تماما الورشات الحكومية المستمرة طيلة عشرات السنين بمعدل يتراوح ما بين العشر ورشات يوميا وثلاثة على الأقل ومع هذا لا أحد استفاد منها تقنيا ولا تهذيبيا ولا استقامة إدارية ولا خبرة فى أي مجال من المجالا التى كانت تقام لها الورشات المسئولين والموظفين المشاركين فيها لا يريدون منها سوى الأستفادة المادية وقضاء بعض الوقت خارج روتين المكاتب الممل والتعرف على أشخاص جدد سواء من داخل البلاد أو من خارجها الدول الأجنبية تشجع مثل تلك الورشات العقيمة التى يستفيد منها موظفيها فى الدولة المقام فيها تلك الورشات وتحصل من ورائها على معلومات استخباراتية عن البلد وهذا هو الأساس بالنسبة لها
نعود إلى موضوع التدشينات والمشاريع المدشنة بعد أيام قليلة سوف يتوجه الرئيس إلى بعض الولايات الداخلية للإشراف على سلسلة من التدشينات السنوية وقبل ذلك نحن نطلب منه أن يسأل حكومته عن تلك التى دشنها العام الماضي ثم العام الذي قبل ذلك ماذا جرى لها كم مرة تدشن فيها مشاريع عدة مرات دون أن تنطلق وإذا أنطلقت ربما تتعثر وإذا تعثرت ربما تتوقف وإذا توقفت يتم أكل المبالغ المخصصة لها سواء من خزينة الدولة أو بتمويل أجنبي أذكر على سبيل المثال أن طريق أطار تيجكجة تم تدشينه حوالي سبع مرات مع أن تمويله كان فى حساب خاص من عهد ولد الطايع وتم التحايل عليه ثم أخذ المشروع منحني آخر وتم البحث له عن تمويل وعندما حصل عليه للمرة الثالثة وحانت فترة المناقصة تعثر أيضا وذهب التمويل ثم حصل على تمويل آخر بعد المناقصة التى لم يعمل بمضمونها وإنما أختيرت للمشروع شركات وهمية ربما دفعت رشى لمن يهمهم الأمر وبعض مقاطع الطريق تم أكل مخصصاته وتوقف عن العمل سوات ثم استؤنف من جديد على يد شركات أخرى حيث أنجز بأسوء طريقة لا تراعي فنيات الطرق ولا تدرس المسالك التى ينبغي أن تمر منها الطريق ولا تبني الجسور فى مجار المياه والسيول كالأودية وغيرها ولا تضع أساسا متينا قبل وضع الأسفلت