
لم اكن اظن ان الحكم فى بلادي يعتمد على نظرية ميكيفلي و كتاب هذا الفيلسوف الاطالي ونصيحته للملك بإخفاء الكثير من الحقائق و من شؤون الحكم عن الناس وتشجيع الكذب على العامة رغم أن ذلك يخالف ما كان الفيلسوف يقوله فى محاضراته العامة حيث كان يقول ان الكذب على الناس يضر بالسلطة ويؤدي الى ان تفقد السلطة مصداقيتها اذا اكتشف الناس انها تكذب عليهم ان ديننا هو دين الحق و شرعنا الاسلامي يعتمد على الحق والعدل ومخالفة ذلك يضر باصحابه فى الدنيا والاخرة ان نظرية ميكيفلي حول السياسة والحكم التى كتبها فى القرن الخامس عشر والتى اصبحت هي اساس الحكم فى الدول الغربية ونجم عنها انظمة تعتمد على الكذب فى شؤونها السياسية لم تعد تصلح للقرن الواحد والعشرين واصبحت الحقيقة والمكاشفة والصدقة فى العلاقات الداخلية والخارجية هي التى توصل بعون الله على الرقي والازدهار لكن لابد للرؤساء ان يقودوا انظمتهم على ذلك الاساس ويشرحون جميع الملابسات لشعوبهم بشكل صادق وواضح ومقنع اذا ما ارادوا تفاعل الشعب معهم وعدم اثارة الضغينة والانتقاد فالشعب اليوم يتعامل مع سلطاته على اساس ما تقول وما تفعل واذا كان هناك خلل بين القول والفعل يحدث التصادم والتجاذب بين القمة والقاعدة الامر الذي قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه ثم ان سكوت القيادة العليا وصمتها عن شرح كل الامور للشعب وعدم الاجابة من طرف راس النظام للاسءلة التى يطرحها الشعب يوميا او تلك التى تطرح نفسها ولا يكفى فيها اجابة هذا المسؤول او ذاك فالمسؤول قد يجيب عن اشياء تتعلق بقطاعه لكنه لايستطيع الاجابة عن اشياء فوق سلطته او تتعلق بالقيادة العليا واذا تكلم فيها عن شيء قد يكون من باب التخمين او من باب الكذب الذي هو الغالب لدى كل مسؤول مقوال ومن أقوال ميكيفلي :
البشر غير شاكرين، وهم متقلبون وكاذبون ومخادعون، وعادة ما يهربون من المخاطر، ويطمعون في المكاسب، ولذلك فمن الضروري للحاكم أن يتعلم ألّا يكون صالحا معهم". هذه العبارة تلخِّص ما ورد في كتاب "الأمير" للمفكر والفيلسوف الإيطالي "نيكولو مكيافيلي" الذي أثار الجدل على مرّ العصور، وسيبقى.
نحن الآن نتخبط ونتعثر لأننا نقلد الأحكام الأجنبية التى تخالف ديننا وشرعنا وعاداتنا وثقافتنا وما لم نتخلص من ذلك سنظل هكذا