
بلدنا يشبه جسم يعاني من أمراض مزمنة كثيرة ويحتاج إلى أطباء مهرة يشخصونها ثم يستنبطون العلاج الناجع لها والحكومة التى تتولى زمام الأمور فى البلد لايبدو أنها فهمت الكثير من أمراضه المزمنة وهي تعمل كما يعمل بعض الأشخاص التقليديين العاديين فى ممارسة التشخيص والعلاج فتظن أن المرض الناجم عن التسمم الغذائي يعالج بخلطة من أوراق الأعشاب الجافة دون مقادير ولا مقاييس وتسميه بمرض (إكندي ) كما تظن أن مرض الفيروس الكبدي مجرد تخمة تعالج بسحوق ( تجمخت )
نحن بحاجة إلى حكومة تعرف أمراض هذا البلد وتشخصها بدقة ثم تعالجها حتى يتمكن من الحركة نحو الأمام ولا يظل صريع الأمراض التى عرقلت تقدمه وانهكت قواه سنين طويلة إن الطريقة التى تعالج بها الحكومة الحالية ملفات هذا البلد لا تدل على معرفة بحقيقة ما يعاني منه البلد ولا تصب فى مصلحة ما يعانيه الشعب إن إصلاح التعليم على سبيل المثال ليس قيام الرئيس بأفتتاح السنة الدراسية ولا بناء وترميم أقسام ولا اكتتاب مجموعة من المدرسين قد لا تتوفر على الإمكانات الضرورية ولا القدرات المعرفية إن إصلاح التعليم عبارة عن منظومة متكاملة قادرة على النهوض بهذا المرفق العام وتبدأ بإنشاء المدرسة العمومية الموحدة ولا تنتهي بالمناهج القادرة على النهوض بعقلية المدرس والتلميذ معا ثم الوسائل المادية والمعنوية لقطاع التعليم
أما الأقتصاد وما أدريك ما الأقتصاد فأوله هو رأس المال البشري حين يتم وضعه فى مكانه الصحيح ويستثمر لكي يعطي مردودية أما إذا تم إهمال رأس المال البشري فلن يكون هناك أقتصاد ناجع ولن تكون هناك صناعة ولا زراعة ولا فكر يخلق ذلك وسيظل البلد فى مكانه بدون حركة أقتصادية يستهلك رصيده المتاح حتى ينفد فيعلن الإفلاس